رد على التعليق
خريجة المركز الدولي للصحفيين تفوز بجائزة سمير قصير
بقلم: إتش. جيه. كميونز
فازت خريجة دورتين من دورات المركز الدولي للصحفيين ICFJAnywhere ، إيثار القطاطني، بجائزة سمير القصيّر لحرية الصحافة ذائعة الصيت عن قصة مكتوبة بضمير المتكلّم تندّد بالصور النمطية الدائمة المرتبطة بالحجاب الإسلامي.
وكتبت الصحفية المصرية في قصتها أمنا الغولة المحجبة متساءلة؛ متى سيتجاوز العالم اهتمامه المبالغ فيه بوَشاحٍ بسيط: "هويتي- كسائر هويّاتنا الأخرى- أكثر تعقيداً مما يُمكن تخيّله". وأضافت: "أتطلّع إلى اليوم الذي يُمكن فيه النظر إلى الحجاب... على أساس حقيقته وهي أنه "مجرد قطعة من القماش". وكانت المقالة المكتوبة أساساً باللغة الإنكليزية، قد نُشِرت في 20 كانون الثاني/ يناير على موقع إخباري إلكتروني في مصر، يُدعَى؛ "بكِ يا مصر".
Ethar El-Katatney © Daily News Egypt
كتبت القطاطيي المقالة بعد مؤتمرٍ دولي في العام الماضي، بعد أن أُصيبت مُجدداً بخيبة الأمل حينما واجهت النظرة الأُحادية- والمُهينة- التقليدية بصفتها "الفتاة المسلمة المحجّبة". تأتي هذه النظرة، كتبت القطاطني، مع صورة من إحدى الصور النمطية الأربع: "المرأة المسلمة المظلومة المقموعة، والمرأة المسلمة العنيفة الشريرة، و المرأة المسلمة المثيرة والشهوانية، أو المرأة التي تكره الإسلام و لا تعد نفسها مسلمة ولكنها تودّ أن تُستخدَم كمصدر يُبرّر الهجوم ضد الدين".
وقالت القطاطني أنها سبق وأن كتبت عن هذا التعصّب من قبل. لأنها على المستوى الشخصي تود أن يتقبّل الناس أن الحجاب كان خيارها هي، استناداً إلى فهمها لعقيدتها. أما على المستوى العام، فإنها تُريد أن تُخفّف من حِدّة المسألة التي أصبحت في عَداد الاتهام، حتى في وسائل الإعلام.
وأضافت القطاطني: "إنه لمن السهل جداً التركيز على الحجاب لأنه قِطعة محسوسة وملموسة، فمن السهل جداً إلقاء اللوم عليه بخصوص كل المشاكل المتعلقة بالخوف من الإسلام والمسلمين". واستطردت القطاطني: "هذه مسألة أعاني منها بشكلٍ يومي، كما تعاني منها المئات- إن لم تكن الآلاف- من النساء في كل أنحاء العالم. فنظرة وسائل الإعلام عن المسلمين، وبالأخص النساء المسلمات، مشوّهة بشكل فظيع".
عندما كانت في عامها الرابع والعشرين، كانت إيثار قد حقّقّت بالفعل نجاحاً كبيراً. فقد كانت كاتبة الموظفين في "المصري اليوم"، وهي المجلة الرائدة في الشؤون الراهنة لمنطقة الشرق الأوسط، وأيضاً في المجلة الشقيقة لها "الأعمال في مصر اليوم". وقد كانت القطاطني من المساهمين في "مسلمة ميديا ووتش"، وهو موقع إلكتروني ينتقد الطريقة التي تُمثّل فيها المرأة المسلمة في وسائل الإعلام وفي الثقافة الشعبية. كما أنها مؤلفة كتاب "أربعون يوماً وأربعون ليلة في اليمن"، والذي طُبع العام الماضي في لندن. هذا بالإضافة إلى الثلاث شهادات جامعية التي حَصلت عليها، والتي كانت كلها من الجامعة الأميركية في القاهرة: درجة البكالوريوس في الأعمال، وماجستير في إدارة الأعمال، وماجستير آداب في التلفزيون والصحافة الرقمية.
وأشارت القطاطيني إلى أن دورتين من دورات المركز الدولي للصحفيين الدوليين قد ساعداها على تحقيق هذه الإنجازات. وقالت بأن دورة "التغطية الدولية لقضايا الدين" على الإنترنت منحتها خلفية عن "الفروقات الدقيقة التي يجب أن يلم بها الصحفيون عندما يقومون بتغطية أي موضوع يتعلّق بالأديان". وأضافت معلّقة على دورة "الصحافة الاستقصائية" التي درستها في العام السابق: "بالتأكيد ساعدتني دورة المركز الدولي للصحفيين على اكتساب مهارات التعلم اللازمة، والأهم من ذلك أنها فَتَحت عينيّ على الموارد والفرص المتوفرة في مختلف أنحاء العالم".
وقائمة الجوائز التي حَصَلَت عليها مثيرة للإعجاب بنفس الدرجة. فقد كانت "صحفية العام" لعام 2009 لمحطة السي أن أن في أفريقيا، كأول وأصغر صحفية مصرية تفوز بالجائزة. وفي نفس العام أيضاً، نالت إيثار جائزة "آنا ليند الصحفية الأورومتوسطية". كما أن جائزة سمير قصّيرللنقد الأدبي تتضمّن جائزة نقدية بقيمة 10 آلاف يورو. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مؤسسة سمير قصيّر عن الجائزة في 2 يونيو/حزيران فى بيروت، وذلك في الذكرى السادسة لإغتيال الصحافي والناشِط اللبناني سمير قصير.
لذلك كله، تقول القطاطني، بأنها تعتزم الإستمرار في التعلم والتطور: "أريد أن أكون أفضل صحفية يُمكن أن تكون، لأسلّط الضوء على القضايا الهامة والمُلّحة ولأكون صوت مَن لا صوت لهم".