بقلم: إتش جيه كومينز

عملت الصحفية المستقلة مريم حامد منذ عام 2004 على تغطية معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. أما الآن، وبمساعدة من المركز الدولي للصحفيين، فقد أدارت مريم الكاميرا خاصتها تجاه زملائها، لتنتج فيلماً وثائقياً مؤثراً حول الإساءات والتهديدات التي يواجهونها أثناء قيامهم بتغطية أخبار حكومة حماس.

كان المشروع النهائي لمريم في دورة "استخدام الأدوات الإلكترونية في تغطية قضايا الخدمات العامة" بعنوان "عنف حكومة غزة ضد الصحفيين"، حيث تناولت تلك الدورة "استخدام الأدوات الإلكترونية في تغطية المواضيع المتعلّقة بالخدمة العامة" خلال الربيع الماضي. وقد عَرَض الفيلم والذي يستغرق 15 دقيقة لقاءات مع الصحفيين المصابين: تشير إحدى المصابات إلى صدمتها من أن الاعتداء عليها جاء من حكومة بلدها، وليس من إسرائيل، ويتحدث مصاب آخر عن القوات الحكومية التي هاجمته وزميله بقضبان حديدية، بل وحاولوا الرمي بهما من النافذة، كما حطموا كل معدّاتهم. بينما قال آخرون إن القوات الحكومية قامت بضربهم والاعتداء عليهم حتى بعد أن أظهروا بطاقات التعريف الصحفية الخاصة بهم.

وأضافت مريم: "لولا المركز الدولي للصحفيين لما كانت لدي الشجاعة الكافية لعرض هذا الموضوع"، وأضافت: " استطعتُ أن أعبّر عن المئات من زملائي الصحفيين الذين كانوا يخشون التحدث عن الحكومة".

والفيلم الوثائقي الذي أعدته مريم هو من نوعية الأعمال التي صُمّمَت دورة المركز الدولي للصحفيين: تقاريرعن أهم القضايا الاجتماعية والسياسية في الوقت الراهن. وفي شهريّ شباط/ فبراير وآذار/ مارس من عام 2011، أمضى حوالي 60 صحفياً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مدة ستة أسابيع في دورة تدريبية قًدِّمت عبر الإنترنت، وقد ركزت الدورة على تعلم مهارات الوسائط المتعددة، مثل التقنيات الإلكترونية الحديثة، ووسائل الإعلام الاجتماعية، إعداد التقارير المرئية أو المصّورة، وإنشاء الخرائط، وإنتاج مقاطع الفيديو عبر الإنترنت. وبعد ذلك، انضم حوالي نصف المتقدمين إلى دورة تدريبية في القاهرة (في شهريّ يونيو/ حزيران وفي أكتوبر/ تشرين الأول)، حيث التقوا بالمدربين من أجل صقل المواضيع التي اختاروا تغطيتها. وقد اختار المدربون خمسة مشاريع رأوا أن لديها فرصة كبيرة للنجاح، ومُنح الصحفيون 3500 دولاراً كتمويل أولّي لبدء مشاريعهم.

وكان مشروع مريم حامد أحد المشاريع الخمسة الاوائل من بين المشاركين في الدورة، إذ أثار مشروعها جدلاً بمجرد أن بدأت إعداده. فبعد مرحلة الإنترنت فقط، حظرت الحكومة سفر مريم خارج غزة لفترة من الوقت. وكان الفيلم الوثائقي خاصتها قد نُشِر كاملاً على مدونتها الجديدة، وعلى موقعي فيسبوك وتويتر أيضاً.

وعلى المستوى العملي، فقد كان الدعم المعنوي بنفس أهمية الدروس الإلكترونية ودروس الوسائط المتعددة. وقالت مريم عن الدورة التدريبية: "لقد فتحت أمامي آفاقاً على أهمية مواقع التواصل لاجتماعي في العمل الصحفي"، وأضافت: "لم أكن أعرف حتى عن عالم التدوين الإلكتروني. لكن المركز الدولي للصحفيين قد ساعدني على إنشاء مدونة تهدف إلى الدفاع عن حقوق الصحفيين".

وعدا عن ذلك، فإن مريم تعزو الفضل إلى الدورة في تعليمها أساسيات الصحافة الجيدة، والإعلام الحر والمستقل، قائلة: "لقد تعلمت الدقة والتركيز والمعايير المهنية التي من شأنها أن تحقق لي النجاح".

وتعمل مريم بالفعل على إعداد فيلم وثائقي آخر، وأشارت إلى أنه سيغطي العنف الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين. كما أن لديها أيضاً أهداف أخرى؛ فهي تريد إنشاء لجنة عبر الانترنت لفضح الظلم الواقع على الصحفيين في جميع أنحاء العالم. كما تريد أيضاً إنشاء مركز دولي للدفاع عن حقوق الصحفيين، وتعزيز القوانين التي تحمي وسائل الإعلام والعاملين فيها.

وتقول مريم: "أنا أعتبر المركز الدولي للصحفيين نقطة تحول رئيسية في حياتي المهنية، وإن هدفي في الوقت الحالي هو الدفاع عن حقوق جميع الصحفيين".