رد على التعليق
المركز الدولي للصحفيين يدرّب الصحفيين على تجاوز التحيز في تغطية الصراعات الدينية العالمية
بقلم/هبة البيتي
في الوقت الذي يثير فيه الدين توترات عنيفة في جميع أنحاء العالم، نظّم المركز الدولي للصحفيين دورة لمساعدة الصحفيين على تقديم تغطية واعية وغير متحيزة لأي دين أو عقيدة في صدامهم المستمر مع السياسة.
وهذه الدورة المعنونة بـ"تغطية الصراعات الدينية العالمية"هي عبارة عن حلقات دراسية عبر الإنترنت باللغتين الإنجليزية والعربية، وهي تتناول هذا الموضوع من خلال دراسة بعض المواضيع الساخنة في الوقت الحالي، والتدريب على بعض المهارات الجوهرية مثل الموضوعية. وكان قد شارك في هذه الدورة الإلكترونية، التي امتدّت على مدار 6 أسابيع، 36 مشاركاً من أربع قارات -آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وقد عُقدت الدورة من 17 أكتوبر/ تشرين الأول - 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2011. وقد قاد لدورة المدرب ديفيد بريجز، وهو مراسل صحفي معني بالشؤون الدينية، وهو صحفي مخضرم كان قد تعاون أكثر من مرة مع المركز الدولي للصحفيين.
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر بيلاجيو المقرّر لإطلاق الرابطة الدولية للصحفيين المعنيين بالشؤون الدينية
وقد ساعد تنوع الصحفيين على تحقيق أحد أهم أهداف التدريب: تعريف الصحفيين المعنيين بالشؤون الدينية بمجموعة متنوعة من القضايا الدينية في جميع أنحاء العالم ووجهات النظر المتعددة والمختلفة التي تحيط بهم. وكان الصحفيون قد جاءوا من دول عربية مختلفة مثل مصر واليمن، ومن دول إفريقية غير عربية مثل كينيا ونيجيريا، ودول آسيوية مثل الصين والهند، الإضافة إلى إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية.
وقد تناول المشاركون أمثلة كثيرة على الشواغل الدينية المعاصرة وتداخلها تداخلها مع الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية. وكان من بين تلك الأمثلة: الصراع الطائفي بين المسلمين والأقباط في مصر، والهجمات على المسيحيين في شرق الهند، وأوضاع المسلمين الذين يعتنقون المسيحية في ماليزيا. كما قام الصحفيون بدراسة وتحليل التغطية الإعلامية لبعض الأحداث، مثل وفاة معمر القذافي، وحرق نسخ من القرآن في فلوريدا، وتفجير المجلة الفرنسية التي نشرت رسم كاريكاتوري للنبي محمد.
وتركزت المهارات التي عمل التدريب على ترسيخها على التحديات والتعقيدات الكثيرة التي تواجه التغطية الصحفية للقضايا الدينية المعاصرة. وقد شددّ الصحفيون على أهمية و ضرورة رواية جميع جوانب القصة أثناء إعداد أي لتقرير، هذا عدا استخدام مصادر موثوق بها، والاختيار الدقيق للغة، إضافة إلى قلق الصحفيين بشأن سلامتهم الشخصية.
في البداية، تحدّث بريجز عن المساهمة التي يمكن أن يقدّمها هؤلاء الصحفيون، حيث قال في كلمته الترحيبية للمشاركين بالدورة: "إننا نستطيع أن نُحدث فرقاً وسنصنع هذا الفرق في وضع الصحافة الدينية من خلال تبادل معرفتنا وخبراتنا".
وقد دعي بعض المشاركين في الدورة لحضور مؤتمر عقد في مارس/ آذار 2012، حيث عمل أكثر من 30 صحفياً على إنشاء أول رابطة دولية للصحفيين المعنيين بتغطية الشؤون الدينية والروحانيات، أطلق عليها اسم الرابطة الدولية لصحفيي الأديان. وتحدث هؤلاء المشاركون المدعوون عن التدريب والرابطة وكيفية تأثيرهما في إثراء عملهم:
سلمان عنداري، صحفي ومدون لبناني، الثاني من اليسار
تحدث العربي ميجاري، وهو صحفي جزائري يعمل منسقاً إخبارياً في شبكة التلفزيون الجزائري وشارك في هذه الدورة كمساعد مدرب، عن الدورة بقوله: "كانت الدورة تفاعلية فيما بين المدربين والمشاركين، وفيما بين المشاركين وبعضهم أيضاً، الأمر الذي أدى إلى تعميم نطاق الفائدة على الجميع".
أما سلمان عنداري، وهو صحفي ومدون من لبنان، فقد قال:"لقد دفعتني الدورة إلى المضي قدماً في صحافة ايجابية تشجّع على الحوار وتغطّي الأحداث من مختلف الزوايا، لا صحافة تقوم على افتعال الأزمات وتأجيج المشاعر الطائفية والمذهبية، خاصة في لبنان الذي بات أشبه بقنبلة موقوتة على وشك الانفجار من شدة الاحتقان السياسي."
وبالنسبة للمراسل الصحفي السوري المستقل محمد حمدان، وهو عضو من أعضاء اللجنة التأسيسية للرابطة الدولية للصحفيين المعنيين بالشؤون الدينية، فهو يقول: "إن الانضمام إلى الرابطة الدولية للصحفيين المعنيين بالشؤون الدينية هي خطوة في الطريق الصحيح من أجل إيجاد المناخ الصحي اللازم للوعي بالتنوع الديني والحوار بين الأديان".
أما ساشا ميلوسيفيك، وهو صحفي صربي يساهم في موقع هوفينجتون بوست بشكل منتظم، كما أنه طبيب أسنان جنائي في الوقت نفسه، فيقول: "لقد فتحت لي الدورة أبواباً جديدة، سواء كصحفي، أوكشخص ذا توجه إنساني، وسواء كشخص آتٍ من شعب لازال يذوق الذين مرارة ذكريات الحرب حتى بعد مرور 13 عاماً على حروب البلقان".
وأخيراً، فقد تحدثت إليسا دي بينيديتو، وهي صحفية إيطالية مستقلة تغطي القضايا الثقافية والدينية المختلفة في كل أنحاء إيطاليا منذ 5 سنوات، فقد بينت أن الدورة تناولت مجموعة واسعة من الآراء المتفاوتة، وهي تؤمن بأهمية التواصل الإنساني في القضاء على الصور النمطية والمفاهيم الدينية المغلوطة، قائلة: "أؤمن أنه ينبغي علينا أن نبدأ في التحدث إلى الناس العاديين، وليس فقط أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلونهم من قادة دينيين أو سايسيين".