Reply to comment

دورة في التغطية الصحفية عبر الثقافات ساعدت صحفي صربي على الكتابة لوكالات إخبارية من الشرق الأوسط

بقلم: بسام سبتي

عندما علم الصحفي الصربي ألكسندر ميلوسيفيتش عن الدورة المقدّمة من قبل ICFJ Anywhere تحت عنوان "التغطية الإخبارية عبر الثقافات: حرية التعبير في العصر الإلكتروني" من خلال موقع شبكة الصحفيين الدوليين، كان من أوائل المتقدمين. فبالنسبة له كان من المهم فهم الاختلافات في حرية التعبير في وسائل الإعلام الإلكترونية كما تمارَس في صربيا وعلى نطاق أوسع في العالم الشرقي والغربي.

والدروس التي تعلمها ميلوسيفيتش في الدورة دفعته للكتابة لعدد من وسائل إعلام في الشرق الأوسط، ومن ضمنها صحيفة "ذا بانينسيولا" القطرية الناطقة باللغة الإنكليزية، وموقع "بالستاين نوت" الإلكتروني.

وحاور موقع ICFJ Anywhere مؤخراً ميلوسيفيتش عن خلفيته، وكذلك عن تجربته في هذه الدورة التدريبية وكيف ساعدته في الكتابة لوكالات الأنباء عبر الثقافات.

بدأت رحلة ميلوسيفيتش الصحفية عام 1990 في يوغوسلافيا، قبل عدة أشهر من الحرب الأهلية في البلقان. وفي ذلك الوقت كان من المساهمين في العديد من أكبر الصحف والمجلات اليوغوسلافية والصربية.

وقال ميلوسيفيتش: "إن السبب الذي لأجله قدمت على هذه الدورة هو أنني من بلد مرّ في التسعينيات بحرب أهلية ودينية دامية. وكصحفي من صربيا فقد ساعدتني هذه الدورة على فهم ليس فقط حرية الإعلام في الشرق والغرب ولكن تقاليدهم وديانتهم وثقافتهم كذلك".

وجذبت هذه الدورة عبر الإنترنت والتي أُجريت باللغتين الإنكليزية والعربية عام 2009 ستين صحفياً من مختلف أنحاء العالم وذلك لمناقشة وضع حرية التعبير في عصر الإنترنت والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية. وقد أعقبها مؤتمراً يحمل نفس الاسم، قام المركز الدولي للصحفيين بتنظيمه في الإسكندرية بمصر في فبراير شباط 2010، والذي حضره 40 من كبار الصحفيين من العالم العربي وأوروبا واندونيسيا وباكستان والولايات المتحدة، وبعضهم من خريجي الدورة التدريبية.

وأطلق المؤتمر حينها مسابقة التغطية الإخبارية عبر الثقافات. وقد كان المتنافسون فريقاً صحفياً متنوعاً ممن اجتمعوا في المؤتمر وأكملوا العمل في مشاريعهم فيما بعد. وقد تعاون ميلوسيفيتش مع اثنين من الصحفيين المصريين وقاموا بإنشاء “Hijab Skirt” ما ترجمته الحجاب التنورة (hijabskirt.info) والذي احتل المركز الثاني.

و“Hijab Skirt” هو موقع إلكتروني يعتمد الوسائط متعددة، أنتجه كل من الصحفيين أسماء فتحي وطارق منير وميلوسيفيتش. وهو يحلل الاختلافات في المفاهيم الثقافية وذلك بدءاً من التناقض بين الحجاب الإسلامي والتنورة القصيرة الغربية.

وبما أن ميلوسيفيتش استفاد كثيراً من الدورة التدريبية عن حرية التعبير في العصر الإلكتروني، فقد توجه بالتقديم على دورة تدريبية أخرى لـ ICFJ Anywhere حول التغطية الدولية لقضايا الدين. وفي هذه الدورة تعاون ميلوسيفيتش مع الصحفية اللبنانية تاليا رحمة وأصدر تقريراً مشتركاً: "من دعاة دينيين إلى مفجرين انتحاريين، ما زال تعريف الاستشهاد غامضاً". والتقرير الذي نُشر في "بالستاين نوت" قارن تعريف الاستشهاد في الديانات الرئيسة الثلاث في العالم.

ICFJ Anywhere: كيف استفدت من الدورة التدريبية على الإنترنت عن حرية التعبير في العصر الإلكتروني؟

ميلوسيفيتش: وضّحت هذه الدورة بعض القواعد المهنية، وقامت بتوجيه المشاركين للتعرف على كيفية تقديم تقريراً لوسائل الإعلام مع الحقائق الموضوعية وذات الصلة، وبنفس الوقت تحترم السياقات الوطنية والدينية والثقافية، وفوق كل هذا، المشاعر الإنسانية وحقوق الآخرين.

سؤال: ما هو رأيك في مؤتمر الإسكندرية؟

كان المؤتمر مزيجًا مثاليًا من التدريب المهني والتواصل والإجازة الرائعة! فالصحفيون من جميع أنحاء العالم ممن حضروا اللقاء قضوا عدّة أيام في تبادل خبراتهم الصحفية.

ما نوع التأثير الذي أحدثته الدورة التدريبية على الإنترنت والمؤتمر؟

لقد أدركت من خلال حديثي مع زملائي من الدول الغربية أن "ليس كل ما يلمع ذهباً". فالصحفيون وغيرهم من البلقان يميلون إلى تمجيد الغرب، ليس فقط كمكان حياة أفضل، ولكن كذلك كجزء من العالم يتميز بحرية غير محدودة لوسائل الاعلام والديموقراطية التي تتمتع بها.

وفي نفس الوقت تمكنت من الحصول على فهم أفضل لجذور الانحياز الموجودة في العالم الغربي من نحو وسائل الإعلام العربية والإسلامية. فقد التقيت مجموعة من الزملاء العرب وأقمت علاقات قوية مع أولئك الذين جاؤوا من البلدان التي ترى الصرب حصرياً من خلال منظور ميلوسيفيتش السياسي ومذبحة سربرنيتشا.

حدّثنا عن "Hijab Skirt".

تم إنشاء "Hijab Skirt" للتغلب على الانحياز المتأصل من نحو النساء اللواتي يرتدين الحجاب الإسلامي وكذلك من نحو اللواتي يرتدين التنانير. لقد قمنا بتصميم هذا الموقع الإلكتروني بمثابة منصة تعليمية واجتماعية فريدة من نوعها وذلك لتحقيق المصالحة بين الغرب والشرق من خلال عملية رمزية للمصالحة بين الحجاب والتنانير. إن مبدأنا هو: كما أن البدلة لا تصنع الرجل هكذا فالحجاب أو التنورة لا تصنع المرأة.

لقد ولدت الفكرة في الإسكندرية خلال المؤتمر. فالمرأة هي واحدة من أكثر القضايا الحساسة في الصراعات بين الثقافات.

ما الذي دفعك للبدء بالتعاون مع الصحيفة القطرية "ذا بانينسيولا"؟

ليس لـ "ذا بانينسيولا" أي انحياز. فهي تربط الشرق مع الغرب. على سبيل المثال فقد نشرت تقريراً كتبته عن الصراع بين الفصائل المسلمة في منطقة البلقان. كما نشرت عدة تقارير أخرى كتبتها، بدءاً من تحليل الكتب إلى التقارير الدينية.

والسبب الذي لأجله كتبت لـ "ذا بانينسيولا" هو أنها توفر وجهة نظر موضوعية في حياة الأمة العربية الحديثة كما هو الحال في قطر. وهي تنشر مقالات رائعة عن الإسلام، ومن دون تسييس مما يمنح القراء غير المسلمين دروسًا أساسية عن الإسلام والمسلمين. وهذا يأتي بالأديان والثقافات المختلفة نحو فهم أفضل لبعضهم البعض.

للمزيد من المعلومات حول الدورة التدريبية على الإنترنت عن حرية التعبير في العصر الإلكتروني والمؤتمر يرجى زيارة www.icfj.org/foeda

Reply

  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • You can use Markdown syntax to format and style the text. Also see Markdown Extra for tables, footnotes, and more.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.

More information about formatting options