تقرير حول تغطية الأقليات الدينية في العراق يفوز بجائزة ICFJ Anywhere
بقلم أتش. جيه كمنز
الغضب السائد بين الأقليات الدينية في العراق ورفض التمثيل العادل لهم في الحكومة كان موضوع التقرير الذي حصل كل من كاتبيه على جائزة ICFJ Anywhere.
وقد ركّز التقرير على تداعيات نكث الحكومة العراقية لوعدها للأمم المتحدة بمنح الأقليات الدينية 12 مقعداً في المجالس المحلية وبدلاً من ذلك منحتهم فقط ستة مقاعد. ويذكر في هذا التقرير عن تذمر قادة العديد من المجموعات المتضررة من أن مثل هذا "التهميش السياسي" قد ساهم في استمرار التمييز والعنف ضد الأقليات الدينية، فضلاً عن قرار البعض بالهجرة في نهاية المطاف.
وكان التقرير والذي هو مشروع للدورة التدريبية عبر الإنترنت التي نظمها المركز الدولي للصحفيين حول التغطية الدولية لقضايا الدين. وقد قُدّم من قبل أحمد حسين، المحرر الصحفي في صحيفة الصباح، وشريكته صحفية عراقية أخرى طلبت عدم الكشف عن اسمها لأسباب تتعلق بالسلامة. وقد ظهر التقرير الحائز على الجائزة في مدونة "شوارع عراقية" http://www.iraqistreets.com.
ووضّح أحمد حسين قائلاً: "لقد شاركت في هذه الدورة لأنني أردت معرفة نهج الصحافة الغربية في تغطية قضايا الدين، وأهم ما علّمتني إياه الدورة هو الحفاظ على الحياد والنزاهة والدقة عند تقديم المعلومات".
وقال حسين: "إن المركز الدولي للصحفيين هو الوحيد الذي جعل هذه الفرصة التعليمية متاحة وعملية، وهي المنظمة الوحيدة التي تقدّم ما كنت أبحث عنه وبدون أي مقابل".
ودورة ICFJ anywhere، التي شارك فيها حسين وزميلته، خرّجت 50 صحفياً من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وأوروبا والولايات المتحدة في تموز/يوليو الماضي. وفيها استطلع الصحفيون موضوعات تتعلق بتغطية قضايا الدين في جميع أنحاء العالم، هذا بالإضافة إلى دور الدين في مجالات أخرى مثل السياسة الوطنية والشؤون الإقليمية والأخلاقيات الطبية. والمشاريع النهائية الأخرى التي قدمها المشاركون غطّت مواضيع تقاسم السلطة ضمن مجموعات الأقليات الدينية في العراق، والرق في موريتانيا واليمن، وتعريف الشهادة أو الاستشهاد.
وقد أشرف على الدورة صحفيان مخضرمان. الأول هو ديفيد بريغس وهو صحفي من الولايات المتحدة والذي كتب عن قضايا الدين لوكالة أسوشيتد برس للأنباء وريليغن نيوز سيرفيسز، ونيوهاوس نيوز سيرفيسز، أما الثاني فهو العربي ميغاري وهو صحفي منذ 15 عاماً، وعمل لعدة صحف مثل النبأ والحدث والبلاد والخبر، ويعمل الآن كمنسق إخباري للتلفزيون الجزائري.
وقال كلا الفائزين أنهما انجذبا للكتابة عن الشروط الجائرة والمتقلبة الناشئة عن تهميش الأقليات الدينية في بلادهم. وقال حسين: "إن الهجرة إلى أوروبا وأمريكا هي الملاذ الأول والأخير، ولكن هذا ما حدث بعد أزمة احتجاز الرهائن في كنيسة سيدة النجاة في بغداد وقتل المسيحيين فيها وفي العديد من المحافظات".
وأشار حسين إلى مفارقة تاريخية فقال: "إنني مهتم بالتاريخ وخاصة تاريخ العراق القديم، وقد اكتشفت المجد التاريخي لشعب العراق القديم، وهم من ندعوهم بالأقليات - الآشورية والكلدانية والمندائية والصابئة. وهذا يشير إلى أنهم يستحقون الحق في التمثيل الآن".
ويركّز كل من الصحفيين على مستقبل الجماعات الدينية، مراقبين الحكومة الفيدرالية الجديدة التي تم تشكيلها في العراق في ديسمبر كانون الأول.
وقال أحمد حسين أنه يعتزم المتابعة لأي تطورات جديدة.
وأضافت شريكته في التقرير موافقةً: "سنواصل مراقبة وضع الأقليات".